في ذكرى وفاة شاعر وجدة الكبير الشاعر المغربي الراحل محمد بنعمارة الأسد الباكي
ماذا سيبقى إن رأيت بلادي /// مصلوبة في يقظتي، ورقادي
مسبية، والقيد في خطواتها /// وهتافها: إني ثكلت جيادي
تلقي إلي بقولها، وتبوح لي /// وتشدني، وتضمني، وتنادي
وتقول لي يا شاعري ابن الصدى /// اكتب قصيدك من جراح مدادي
يا شاعري، صغ ما تشاء من الغنا /// واصدح بما تهواه من إنشاد
أنا لا أغني يا بلادي نشوة /// أيغرد المغلول بالأوتاد
يا شاعري صغ في الغناء كآبتي /// وابعث بشعرك، زفرتي وسهادي
أنت الذي أحببتني، ورسمتني /// في لوحة ممزوجة بسواد
ورسمت يأس العاطلين وحلمهم /// وركبت مثلهم مضيق زياد
كنت الفينيق، مصيره وحياته /// تفنى، وتبعث من خلال رمادي
كنت الجناح مرفرفا في سربه /// مترنما في موكب الأبعاد
يا حسرتا… أين المواكب راية /// أين الذي صغناه من أمجاد
يكفيك يا وطن العقوق جراحنا /// ومواجع الآباء والأولاد
شردتهم، وطردتنا، وطردتهم /// ومنعتنا من فرحة الأعياد
نحن العبيد- كما تشا- يا موطني في موطن الكبراء والأسياد
في موطن فيه الفقيه مقاول /// والدين فيه بضاعة ونواد
الله للضعفاء يا وطن الهوى /// والله فوق مكائد الأنداد